استقبال تاريخي لترمب في الرياض- ارتياح وثقة وشراكة واعدة

المؤلف: حمود أبو طالب09.15.2025
استقبال تاريخي لترمب في الرياض- ارتياح وثقة وشراكة واعدة

ربما كان الاستقبال المهيب الذي حظي به الرئيس دونالد ترمب في قصر اليمامة يوم أمس هو الأطول والأكثر تفرداً على الإطلاق لرئيس دولة، فالتفاصيل والمشاهد التي حفلت بها تلك المراسم لم يسبق لها مثيل في حفاوة استقبال رؤساء الدول.

الرئيس ترمب، الذي عُرف بجمود تعابيره ونزعتها إلى الحدة والتصلب في أغلب الأحيان، بدا وكأنه شخص آخر منذ اللحظة التي وطأت فيها قدماه أرض الرياض. كان الارتياح والبهجة يغمران وجهه منذ أن فُتح باب طائرته وتبادل المصافحة مع ولي العهد والمستقبلين في المطار. بدا وكأنه يلتقي بأصدقاء قدامى يعرفهم حق المعرفة، مبتهجاً بزيارتهم ومسروراً بوجوده بينهم. صحيح أننا نتحدث عن رئيس الدولة الأقوى في العالم، ولكنه في نهاية المطاف يبقى إنساناً له مشاعر وأحاسيس تنعكس على ملامحه وتصرفاته. ولكن ما جرى لاحقاً في قصر اليمامة فاق كل التوقعات وتجاوز حدود المألوف.

لقد كان الاستقبال أبعد ما يكون عن مجرد بروتوكول رسمي تحكمه قواعد صارمة. تبادل ترمب أطراف الحديث مع العديد من الشخصيات السعودية البارزة المدعوة لحضور هذه المناسبة، بل إنه كان يعرف بعضهم وينخرط معهم في حوارات ودية قصيرة، مشاركاً ولي العهد فيها، وسط ابتسامات متبادلة وأجواء يسودها الود والصفاء. وعندما بدأ الوفد الأمريكي في مصافحة ولي العهد، شاهدنا مشاهد غير مألوفة.

الوفد الأمريكي، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الحكوميين، ضم نخبة من عمالقة المال والأعمال والتجارة والاقتصاد والتكنولوجيا، شخصيات تقود مؤسسات ضخمة ذات تأثير بالغ يمتد إلى جميع أنحاء العالم. لم يكتفوا بالمصافحة البروتوكولية العابرة، بل كانت لكل منهم وقفة مطولة للتحاور مع سمو ولي العهد والرئيس ترمب، وقد تجلت معالم الارتياح والثقة والتفاؤل في هذا المشهد، وكأن المباحثات الرسمية التي ستعقد لاحقاً ما هي إلا إجراء شكلي وروتيني، لأن كل الأمور قد تم الاتفاق عليها مسبقاً، والنجاح مضمون ومؤكد.

وبالتزامن مع مراسم الاستقبال، انطلقت فعاليات المنتدى السعودي الأمريكي للاستثمار، وعندما نتحدث عن الشراكة السعودية الأمريكية، فإننا نتناول أكبر اقتصاد في العالم جنباً إلى جنب مع أكبر اقتصاد عربي، ونشير إلى تطور نوعي في العلاقات الاستراتيجية التي تمتد لأكثر من ثمانية عقود. إننا نتحدث عن دولة تمتلك رؤية طموحة تسعى إلى تحقيق أفضل الشراكات ذات العائد المجزي مع دولة تتبوأ مكانة رائدة في صدارة العالم في شتى المجالات.

لدينا مثل شعبي أصيل يقول: «ليالي العيد تبان من عصاريها»، وهذا المثل ينطبق تماماً على زيارة ترمب منذ اللحظات الأولى لانطلاقها، فالرئيس الأمريكي يعي تماماً أن جولته الخارجية الأولى يجب أن تكون إلى دولة مؤثرة ذات سياسة راسخة وموثوقة، وتمتلك قدرات هائلة تؤهلها لتكون شريكاً متميزاً، وتتمتع قيادتها بالمصداقية والوفاء بالعهود والالتزامات.

كل هذه الأحداث الهامة قد تحققت ولم ينقض اليوم الأول من الزيارة، ولذلك لم يكن الرئيس ترمب مبالغاً على الإطلاق عندما وصف زيارته بأنها تاريخية بكل المقاييس.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة